تدور محاولات الحصول على ترشيح الحزب «الجمهوري» للرئاسة عام 2024 بين دونالد ترامب من جانب والباقون في الجانب الآخر. وقد تنحسر هذه المحاولات في سباق بين ترامب وحاكم فلوريدا «رون ديسانتيس» في جانب، وأي شخص آخر في الجانب الآخر.

وكشف هذا استطلاع للرأي أجرته شبكة (سي. إن. إن)، ونشر في الأيام القليلة الماضية. وسأل الاستطلاع الخاضعين له عن مدى رغبتهم في أن يصبح ترامب هو مرشح الحزب مرة أخرى. وذكر نحو نصف «الجمهوريين» أنهم يريدون ذلك.

صحيح أن النسبة ليست مرتفعة كما كانت من قبل، لكنْ هناك على الأرجح عدد كبير يريد إعادة ترشيحه، إذا استمر هذا التوجه. ثم طرح الاستطلاع السؤال التالي: إذا لم يكن ترامب، فمن يريدون ترشيحه؟ وكشف الاستطلاع عن أن 60% ممن لا يريدون ترامب يريدون أي شخص آخر وكفى.

وأشارت نسبة أخرى بلغت 21% إلى «ديسانتس» كبديل لترامب، بينما لم يحصل أي مرشح آخر على أكثر من 1%. ومن نافلة القول، إن هذا الكلام مبكر جداً. ومن الواضح أن الناس لم يفكروا في الأمر كثيراً. لكننا سنبدأ في التعرف على موقف الجناح الناشط للحزب في الأيام القليلة المقبلة في مؤتمر العمل السياسي للحزب «الجمهوري» الذي سيتضمن تصويتاً غير رسمي.

ومع اقتراب ذلك، نعتقد أن الوقت مناسب لنقدم تصنيفنا الفصلي للأشخاص العشرة الذين من المرجح أن يكونوا من مرشحي الحزب «الجمهوري» في سباق الانتخابات الرئاسية التالية. وبعض المرشحين المحتملين سيتحدثون في مؤتمر العمل السياسي للحزب «الجمهوري»؛ وبعضهم الآخر، مثل نائب الرئيس السابق مايك بنس، لن يفعلوا ذلك.

وكالعادة، هذه القائمة مرتبة حسب احتمالية الترشح - وهي صيغة تأخذ في الاعتبار مدى احتمالية خوض كل مرشح السباق في المقام الأول. وهناك أيضاً أسماء مثل، ريك سكوت، سيناتورفلوريدا؛ وكريستي نويم، حاكم ولاية ساوث داكوتا؛ وجوش هاولي، سيناتور من ولاية ميسوري؛ وليز تشيني، نائبة ولاية وايمنج؛ ولاري هوجان، حاكم ماريلاند؛ وتوم كوتون، سيناتور أركنسو، وكريس كريستي، حاكم ولاية نيوجيرسي السابق، وجريج أبوت، حاكم تكساس.

وإليكم الترتيب التصاعدي للمرشحين «الجمهوريين» المحتملين: المرتبة العاشرة: مايك بومبيو: لا كشف هنا بالضرورة لمعلومة مستترة، لكن إنقاص الوزن كثيراً ودفع أموال طائلة للتدريب على وسائل الإعلام ليس من الأشياء التي يقوم بها المرء إذا أراد أن يكون من معلقي شبكة فوكس نيوز فحسب. ووزير الخارجية السابق وعضو الكونجرس في كانساس يمثل رهاناً جيداً للترشح إذا لم يفعل ترامب ذلك. (ترتيبه السابق: العاشر).

المرتبة التاسعة: «كريس سونونو»: حطم حاكم نيو هامبشاير قلوب بعض الحزب «الجمهوري» برفضه الترشح لمجلس الشيوخ. ومنذئذٍ، أدلى ببعض التصريحات الشيقة عن الحزب. وذكر إنه كان على وشك الترشح، لكنه تحدث مع أعضاء مجلس الشيوخ «الجمهوريين» ووجدهم يفتقرون إلى الطموح.

وأشار إلى أنهم مهتمون غالباً بالوقوف ضد الرئيس جو بايدن. كما أشار إلى أن الحزب شديد الحماس في استبعاد «الجمهوريين» المناهضين لترامب. ومثل هذه التصريحات مفيدة جداً لشخص يرشح نفسه لإعادة انتخابه كحاكم في ولاية متأرجحة الولاء بين الحزبين. لكن هل هذا مفيد كبرنامج قومي أيضا؟ ونفى سونونو في نوفمبر الماضي أن له طموحات رئاسية، مؤكداً أن حملته لعام 2022 لها الأولوية. وسيكون أكثر من غيره في هذه القائمة قدرة على التعامل مع الانقسام بين المؤيدين والمعارضين لترامب. (ترتيبه السابق: ليس له ترتيب سابق).

المرتبة الثامنة: جلين يونجكين: الوافد الجديد الآخر على هذه القائمة هو حاكم فرجينيا. وسيظل فوز يونجكين عام 2021 في ولايته ذات الميل «الديمقراطي» وما تلى ذلك من حكم أحد «المحافظين»، نموذجا يُحتذى به يستشهد الحزب به. ولا يضر مع هذا اتخاذه إجراء بإلغاء الإلزام بوضع الكمامات في المدارس في فرجينيا، وهو الأمر الذي سبقه إليه مجموعة من «ديمقراطيي» الولاية، رغم أنهم لم يحظروها بالضرورة، كما فعل هو. ومازالت فيرجينيا تنتظرها معارك كثيرة، مع وجود هيئة تشريعية شديدة الانقسام. فما التالي ليونجكين؟ الإصلاح الضريبي. (ترتيبه السابق: ليس له ترتيب سابق).

المرتبة السابعة: تيد كروز: حل سيناتور تكساس بالمركز الثاني في سباق 2016، وقد يوحي هذا بشيء يرقى إلى مستوى مرتبة المرشح الأوفر حظاً في المرة المقبلة. باستثناء أن كروز أساء التقدير (أو ربما قال ما شعر به) عندما حاول الظهور بمظهر المناهض لترامب في مؤتمر الحزب «الجمهوري» لعام 2016. ومنذئذ، حاول جاهدا، وربما بجهد شديد، خطب ود الجناح المؤيد لترامب في الحزب. لكن كروز يعاني واقع أنه لا يحظى بالقبول لدى الجمهور فيما يبدو. وللمرء أن يتساءل عما إذا كان اعتقاد مؤيدي ترامب بأنه واحد منهم كافياً لتجاوز هذه العقبة. وجلسته الخانعة فيما يبدو مع مقدم البرامج تاكر كارلسون تكشف عن رجل لا يعرف حقاً خطته أو ما يتعين عليه القيام به باستثناء محاولة أن يكون على الشاكلة التي يريده بها الأشخاص المناسبون.(ترتيبه السابق: السادس) .

المرتبة السادسة: تيم سكوت: يجمع سيناتور ساوث كارولينا أموالاً ضخمة- بلغت سبعة ملايين دولار في الربع السابق- من أجل شيء ينبغي، بكل المقاييس، أن يكون سباق إعادة انتخاب هادئاً للغاية. كما أنه يفعل أيضاً شيئاً يفعله كثيرون من المرشحين للرئاسة قبل الترشح، وهو إصدار كتاب. (ترتيبه السابق: الرابع).

المرتبة الخامسة: دونالد ترامب الابن: قد يكون هذا تكهنا بعيداً، لكنه قد يكون واقعيا. لكن تخيلوا احتمال عدم ترشح ترامب الأب. فمن غير ترامب الابن في هذه القائمة مستعد حقاً للحصول على غالبية كبيرة من مؤيدي ترامب؟ يبدو أن الإجابة الواضحة هي «ديسانتيس»، لكن هناك بعض التوتر الذي يختمر بينه وبين ترامب. والآخرون، إما أنهم لا يشبهون ترامب بشكل كبير في نهجهم أو انقلبوا على ترامب.

وإذا أراد الحزب مرشحاً قريب الشبه بترامب مرة أخرى، فقد يكون أقرب الأقارب إجابة واضحة لكثير من الناخبين. وسيتعين على ترامب الابن بالطبع إدارة حملة للاستفادة من ذلك. وخبرته في هذا الشأن أقل صلة حتى مما كان لوالده قبل ست سنوات. (ترتيبه السابق: السابع).

المرتبة الرابعة: مايك بنس: لولا السادس من يناير وكل ما أحاط بأحداثه ، لكان بنس في المراكز الثلاثة الأولى. ولسوء حظه، فقد أدى رفضه السير في ركاب محاولة تغيير نتيجة انتخابات 2020 إلى مران طويل في محاولة لتجاوز التداعيات.

وفي أحدث التطورات، ذكر بنس في وقت سابق من هذا الشهر أن ترامب كان «مخطئًا» عندما أشار إلى أن بنس كان بوسعه محاولة إلغاء نتيجة الانتخابات من جانب واحد. وأكد بنس أن الفكرة نفسها «غير أميركية» للغاية.

لكن من الملاحظ أن ترامب لم يلاحق بنس كما يفعل مع مخالفيه الآخرين عادة. وعلينا الانتظار حتى نرى مدى استمرار هذا. وإحدى العلامات المشجعة لصالح بنس أنه على الرغم من سوء اعتقاد معظم «الجمهوريين» بأن ترامب فاز في الانتخابات، يتفق معظمهم مع بنس على أنه لم يكن يستطيع إلغاء نتيجة الانتخابات. (ترتيبه السابق: الخامس).

المرتبة الثالثة: نيكي هايلي: كافحت السفيرة السابقة للأمم المتحدة وحاكم ولاية ساوث كارولينا، ربما أكثر من أي شخص آخر في هذه القائمة، لتقرر ما إذا كانت ستسعى للترشح في الحزب «الجمهوري»، الذي ينتمي إليه ترامب أو الحزب بعد ترامب.

واتخذ هذا في الآونة الأخيرة شكل تأييدها لجمهورية أخرى من ساوث كارولينا كافحت في سبيل الشيء نفسه وهي النائب نانسي ميس، على حساب المنافس الأساسي المفضل لترامب. وأكدنا منذ فترة طويلة أن هايلي حين تحسم الأمر، فإنها سياسية موهوبة للغاية. (ترتيبها السابق: الثالث) .

المرتبة الثانية: رون ديسانتيس: مازال «ديسانتيس» في المرتبة الثانية بسبب الاستطلاع أعلاه. ومازال في هذه المرتبة لأنه، على عكس كثيرين آخرين في هذه القائمة، يستطيع فيما يبدو أن يرشح نفسه حتى لو رشح ترامب نفسه ويكون له فرصة جيدة في ظل هذا الاحتمال. وهذه المكانة تقصي ترامب بالطبع. ومن المفهوم أن السجال بين الاثنين سيكون تشويقا ثانويا بارزاً لسباق 2024 تلوح بوارده في الأفق في الأشهر المقبلة.

واستقبال كل منهما في مؤتمر العمل السياسي للحزب الجمهوري في الأيام القليلة المقبلة سيقدم لنا بعض العلامات الدالة. (ترتيبه السابق: الثاني) .

المرتبة الأولى: دونالد ترامب: وهذا طبيعي، لكن احتلاله المرتبة الأولى لم يعد محرما على غيره كما كان الأمر من قبل. ولديه أيضا بعض المشكلات القانونية المثيرة للقلق، وربما هناك أيضاً تقلص صبر الحزب الجمهوري عن انصباب الاهتمام بالكامل على ما حدث عام 2020. (ترتيبه السابق: الأول).

*صحفي ومحلل سياسي أميركي.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»